أدعو للرئيس كما أدعو لكل إنسان بالشفاء وطولة العمر، لا أعتقد أنني قد أدعو علي شخص يوما ما أن يبتليه الله بالمرض؛ فهي دعوة قاسية ولا يصلح معها الهزار، هذا يقيني خاصة بعد أن رأيت بعيني زوجة البواب تدعو علي جاري الضابط المفتري الذي لطش ابنها بالقلم أمامي حتي سال الدم من فمه قائلة: (ربنا يهدك.. روح يا شيخ إلهي يوقع اللقمة من حنكك)، أصيب بعدها الرجل بشلل جعله يعيش شهورا طويلة علي المحاليل إلي أن رجونا الست جميعًا أن تسامحه فقالت خلاص مسامحاه وكان أن رحمه الله بعدها
.
جبتوا المرارة للريس، بأعدادكم التي تتزايد كل يوم دون أدني شعور بالمسئولية (الراجل هيجيبوا لكم منين) لقد بح صوته وهو يطالبكم بالسيطرة وضبط النفس لكن ظهور اختراع الفياجرا هدم كل محاولاته، يبذل الرجل مجهودات خرافية ليؤمن لكم لقمة العيش وياريت عاجب.. ألا كل يوم اعتصامات وإضرابات واحتجاجات وإحراج علي الهوا (المنحة ياريس)، حتي يوم منحنا علاوة عالية نسيتوها وتذكرتوا أن الأسعار ارتفعت في اليوم التالي كنموذج
للزوجة ناكرة الجميل.
شكاوي لا تنتهي من الفساد ومن العلاج والتعليم والبيئة وقانون الطوارئ والأنابيب وضغط متواصل علي الرجل دون أن يقدر أحد أنه في النهاية بني آدم مثلنا وليس سبايدرمان. تطالبون بالتغيير وأنه كفاية، وهو أمر جارح (إذا كان ميدو مااستحملش نفسيًا إن حسن شحاتة يغيره في نص الماتش إزاي هيستحملها هو بعد العشرة دي كلها، صحيح أنه لما ميدو خرج نزل عمرو زكي وجاب هدف الفوز... بس ده مش موضوعنا)، حتي عندما ظهر ابنه في الصورة هاجمتوه وهاجم الجميع التوريث مع إن البلد كله قايم عليه، يكفي أن تنظر للافتة أي طبيب كبير لتجد تحتها لافتة تحمل اسم ابنه وهكذا هو الحال في كل مجال بداية من المحاماة مرورا بالعطارة نهاية بالنقاشة (جات علي الرئاسة وبقت كخة؟!)، لم يعترف أحد بفضله إلا بعد أن فاز المنتخب ببطولة الأمم وهتفتوا «إن المنتخب كويس زي ما قال الريس»، لكن بعض الخبثاء طالبوا الرئيس بأن يقول علي أي شيء آخر إنه كويس (هو بالعافية يعني؟... طب ده منتخب الساجدين.. غير كده مافيش حد في اللي مسيطرين علي البلد بيركعها).
شعب يفقع المرارة ..لم يحذر أحد الرئيس قبل أن يتولي مسئوليتنا، ولولا أن الرئيس رياضي بطبعه ولاعب اسكواش ولا يدخن ولا يسهر لحدث ما لا يحمد عقباه، حمدا لله أنها جات علي قد المرارة، فشعبنا مرهق ويمرض، سعد زغلول طلب البخاخة وهو علي فراش الموت وأخذ جرعة وابتسم قائلاً: (مافيش فايدة) ثم مات، الملك فاروق ضغط الشعب عليه حتي أصابه بخلل في الهرمونات جعله يحيط نفسه بالنساء بينما هو مالوش فيها، عبدالناصر أصيب بالسكر وكان يوماتي علي الله يفتح عينيه الصبح علي جلطة في ذراعه أو ساقه، أما السادات فقد وصل إلي مرحلة الزهق من هذا الشعب فاستبيع تماما وقرر ألا يرتدي القميص الواقي ضد الرصاص لكنه قبلها كان قد اختار لحكم البلد واحد عنده صحة....
بقلم الكاتب الساخر...عمر طاهر
نقلا عن جريده الدستور