eng_mody إدارة المنتدى
عدد الرسائل : 3631 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 24/07/2008
| موضوع: عيد النصر...5 يونيو...عقبال اليوبيل الذهبي!! الأحد يونيو 07, 2009 1:39 pm | |
|
احتفلت مصر والوطن العربى كله أمس الأول، بعيد الخامس من يونيو المجيد الذى سحقت فيه جيوشنا العربية المتحدة عام ١٩٦٧ المشروع الصهيونى الاستيطانى وأعلنت قيام دولة فلسطين التى يعيش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون جنبا إلى جنب متساوين فى الحقوق والواجبات. فى هذا اليوم المجيد وبعد مرور أربعين عاما، يمكننا أن نحكى لأبنائنا الذين لم يشهدوه بمزيد من الغبطة والفخر عن كفاحنا الذى قادنا إلى هذا النصر المجيد. نحكى لهم عن الرئيس جمال عبد الناصر الذى لم يستجب لأصوات المنافقين وخدم السلطان رافضا أن ينصب نفسه حاكما مدى الحياة بعد خروج مصر سالمة من عدوان السويس عام ١٩٥٦، ومقررا خوض انتخابات رئاسية حامية الوطيس تفوق فيها بأغلبية معقولة على منافسيه اللدودين المستشار مأمون الهضيبى وفؤاد باشا سراج الدين الذى دخل ممثلا عن حزب الوفد بعد أن اعتذر الزعيم مصطفى النحاس عن خوض الانتخابات معتبرا أنه صار يمثل الماضى أكثر من الحاضر. نحكى عن الجيش المصرى العظيم الذى عاد إلى الثكنات طواعية ليلعب دوره فى حماية الوطن وسلامة أراضيه، عن أضخم انتخابات برلمانية شهدتها مصر تحدث العالم بانبهار عن خلوها من التزوير والقمع والعسف الإدارى، وكيف انتهت بمفاجأة ثقيلة العيار هى خسارة حزب الوفد واكتساح حزب الإصلاح الذى تم تشكيله بعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين التوقف عن النشاط السياسى وتحولها طواعية إلى جمعية خيرية اجتماعية دينية، ثم نحكى لهم كيف عاد الوفد إلى الصدارة فى الانتخابات التالية بعد أن فشل حزب الإصلاح فى تحقيق البرنامج الانتخابى الذى وعد به. نحكى عن اللجنة القومية لمناهضة التعذيب والتى شكلها عبد الناصر برئاسة شهدى عطية الشافعى وعضوية فتحى رضوان ومكرم عبيد وعبد القادر عودة وإحسان عبد القدوس. عن البرنامج النووى المصرى الذى بدأته مصر فى صمت بتمويل من الدول العربية ودعم من الاتحاد السوفيتى ثم فاجأت العالم باكتماله، عن رفض ناصر لتأميم الصحافة المصرية أو اغتيال حريتها وإقالته لإدارة إذاعة صوت العرب لعدم إعجابه بسياسة التهويل والتضخيم التى تتبعها، نحكى عن رفضه تورط مصر فى أى حروب خارجية إلا بعد بناء مصر أولا، عن وقوفه شامخا فوق المزايدات والمؤامرات ليعلن أن الوطن العربى لن يكون قويا وحرا ومستقلا إلا عندما تحقق مصر استقلالها الاقتصادى ونهضتها العلمية والثقافية، وأن خلاصنا النهائى كعرب لن يكون إلا بالعلم والحرية معا، نحكى عن الخطة القومية الشاملة لإنشاء نظام تعليمى متطور ودعم البحث العلمى وضمان استقلال الجامعات الذى أنجزته لجنة من كبار العقول المصرية رأسها طه حسين. عن رفض عبد الناصر أن يستجيب لأصوات الذين حضوه وحرضوه على إجراء تعديلات دستورية لزيادة مدة بقائه فى الحكم إلى ثلاث مدد بعد أن قاربت الثانية على الانتهاء. نحكى عن سلسلة المناظرات الفكرية التى عقدت بين كبار المثقفين والمفكر سيد قطب حول فكرة الحاكمية التى تبناها فى كتبه الأخيرة وانتهت بتراجع قطب عن كثير من أفكاره، عن اعتذار صلاح جاهين عن عدم الاستمرار فى كتابة أغانى احتفالات الثورة معلنا تفرغه لكتابة عمل شعرى ضخم عنوانه على اسم مصر، عن عبد الناصر الذى أعلن من القدس فى ٢٣ يوليو ٦٧ أنه يعتبر النصر الذى تحقق فى ٥ يونيو خير ختام لفترته الرئاسية الثانية ويعلن عن فتح باب الترشح لثانى انتخابات رئاسية حرة فى مصر، ثم نحكى أخيرا عن الجماهير التى لم تخرج لتقول له لاتتنحى واكتفت بإرسال برقيات شكر تعده بأن يكون دائما فى القلوب. تتوقف الحكايات كلها بغتة وأصحو من الأحلام فزعا على صوت قبيح ينبعث من ميكروفون مزعج يجوب الشوارع «الحزب الوطنى فى مصلحتك.. بلدنا بتتقدم بينا.. نعم من أجل الاستقرار والاستمرار»، ومن التليفزيون انبعث صوت مذيع قناة الجزيرة مولولا «كيف يرى العرب هزيمة يونيو بعد أربعين عاما»، يوسوس لى الشيطان أن فى صوته نبرة شماتة، فأستعيذ بالله من الشيطان وأحاول العودة إلى النوم لعلى ألحق بأحلامى قبل أن تتبدد، يطير النوم كلية على وقع أصوات تنبعث من المنور لطفلتين من بنات الجيران تغنيان أو ربما تهتفان «عسكر فوق وعسكر تحت.. اخص عليك يابتاع الكحك».
من اصطباحه بلال فضل بجريده المصر ي اليوم...بتاريخ7/6/2009 ومن كتاب "ضحك مجروح" تحت الطبع!!
| |
|